رضا الله ما خلق الله سبحانه وتعالى الإنس إلّا ليعبدوه، ويتّبعوا أوامره ويجتبنوا نواهيه، ليصلوا في النّهاية إلى رضاه وجنّاته، فهذه هي الغاية الأسمى لكلّ مسلمٍ حق، يخاف على نفسه من تبعات اتباع الشّيطان وعواقبه، ويحاول جاهداً الابتعاد عن طريقه، وتظهر على المسلم السّويّ بعض من العلامات، الّتي تُبيّن له أن الله سبحانه وتعالى راضٍ عنه، وأنّه على الطّريق الصّحيح، سنذكرها في هذا المقال، سائلين الله، أن نكون وإيّاكم، ممّن فاز برضوان الله تعالى.
دلائل على رضا الله رضا الله من أعلى مقامات الإحسان، ومن أعلى مراتب الإيمان، وهو سببٌ لسعادة المسلم، وقد ذُكِر في محكم آيات الله سبحانه وتعالى، وفي بعض نصوص أحاديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، بعض الدّلائل على رضا الله عنّا، ومنها:
- إن أحبّ الله عبداً، ورضي عنه، ابتلاه بالمصائب والأمراض، فهذا دليلٌ على المحبّة والرّضا، لأنّ به تكفيرٌ لذنوب المسلم، وتعجيلٌ لعقوبته في الدّنيا، لينعم بالنّعيم الأبدي في الآخرة، وأمّا من أراد الله به الشّر، أمهله وتركه حتّى يوم القيامة، لينال العذاب الأبدي، ويزيد ابتلاء المسلم، على قدر دينه، حيث كان أشدّ النّاس بلاءً الأنبياء.
- من علامات حبّ الله، ورضاه، حبّ النّاس للعبد، فمن أحبّه الله سبحانه وتعالى، أنزل محبّته إلى باقي خلقه، فيقدّرونه، ويحترمونه، ويقفون بجانبه في السرّاء، والضّرّاء، ويساعدونه في محنه، ويمكن استشعار حبّ الله ورضاه فيهم.
- من دلائل حبّ الله ورضاه كذلك توفيق العبد إلى الطّاعة، وإلى اتّباع ما أمر الله به، من دون كسلٍ أو ملل، فيحبّ أن يفعل كلّ ما يرضي الله ويحبّه، وتجده متشوّقاً إلى طاعة الله، ويقوم إلى الصّلاة بشغفٍ وحبٍّ في الاقتراب من خالقه، وينتقل من طاعةٍ إلى طاعة، ومن ذكرٍ إلى ذكر.
- من أحبّه الله سبحانه وتعالى كذلك ورضي عنه، ساعده على تجنّب نواهيه ومعاصيه، وأعانه على غض البصر والابتعاد عن الكبائر والحرام، وكرَّهَه بها.
- كما تُعدّ استجابة الدّعاء من دلائل رضا الله وحبّه لعبده، فمن أحبّ الله، واتّقاه في كلّ أمور حياته، ودعاه بما يحبّ ويرغب، يستجيب الله له حتّى ولو بعد حين.
- تُعدّ حسن الخاتمة من دلائل رضا الله عن عبده، فمن مات على عملٍ صالح، أو مات شهيداً، أو غريقاً، أو حريقاً، أو من مات بمرض السّل أو الطّاعون، أو من نطق بالشّهادتين قبل موته، أو من مات مرابطاً في سبيل الله، دلّ ذلك على رضا الله على عبده الصّالح.